مؤسسة آكت (ACT) تطلق نتائج استطلاع نوعي حول توجهات المقدسيين نحو الحلول البديلة للنزاعات
رام الله – 1 يونيو 2025: نظَّمت مؤسسة آكت لحل النزاعات (ACT)، بالشراكة الاستراتيجية مع وزارة العدل الفلسطينية وبدعم من برنامج سواسية ٣ المشترك، ورشة عمل متخصصة في رام الله لعرض نتائج استطلاع رأي نوعي حول توجهات المجتمع المقدسي نحو اللجوء إلى الوسائل البديلة لحل النزاعات، بمشاركة عدد من الشركاء المحليين والدوليين.
حيث قدَّمت الدكتورة لونا شامية، الباحثة المسؤولة عن إعداد الاستطلاع، تحليلاً شاملاً للنتائج، والتي كشفت عن اتجاهات واضحة لدى المقدسيين نحو استخدام الوساطة والتحكيم، في ظل الظروف السياسية والاجتماعية الحساسة والمعقدة التي تمر المدينة. وأظهرت النتائج إقبالاً ملحوظا على آليات الوساطة والتحكيم كخيارات عملية ومرنة، تعزز العدالة وتضمن حلولا فعالة ومنصفة للنزاعات، بعيداً عن الإجراءات القضائية التقليدية المعقدة والمكلفة.
وفي كلمته، أكد معالي وزير العدل المستشار شرحبيل الزعيم الضوء على الخصوصية الاستثنائية للقدس والتحديات الميدانية التي تواجه جهود حل النزاعات فيها. مؤكدا أهمية اللجوء لاستخدام الوسائل البديلة لحل النزاعات وفقًا للتشريعات الفلسطينية، وأثرها على تماسك النسيج الاجتماعي المقدسي وتحقيق وصول المقدسيين للعدالة الناجزة.
وأكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة ACT لحل النزاعات، الأستاذ محمد هادية، قائلاً: "تلتزم مؤسسة ACT بتطوير وتعزيز آليات الوساطة والتحكيم كأدوات فعالة لحل النزاعات خارج نطاق المحاكم الرسمية. حيث تمكنت المؤسسة من حل عشرين قضية، منها سبع عشرة قضية من خلال الوساطة وثلاث قضايا بواسطة التحكيم. بالإضافة إلى ذلك، تعمل المؤسسة على تنفيذ وتقديم برامج تدريبية متخصصة للوسطاء والمحكمين، بهدف رفع قدراتهم، مما يساهم بشكل مباشر في تعزيز السلم الاجتماعي". كما شدد السيد ياسر درويش ممثل اقليم حركة فتح محافظة القدس على أن "اللجوء إلى المحاكم الإسرائيلية يحمل مخاطر قانونية واجتماعية جسيمة على المواطن المقدسي، بينما تشكل الوساطة بديلاً أكثر أمناً وعدالةً يحفظ الكرامة ويُعزز الاستقرار".
من جانبه، أعرب ممثل برنامج "سواسية ٣" المشترك الأستاذ عمر العسولي عن التزام البرنامج بدعم المبادرات الهادفة إلى تعزيز العدالة المجتمعية، قائلاً: "إن دعمنا لآليات الوساطة والتحكيم هو استثمار استراتيجي في ترسيخ السلم المجتمعي والتخفيف من التوترات في المناطق الهشة مثل مدينة القدس. حيث تُشكّل نتائج هذا الاستطلاع دليلًا قويًا يعزز من سياساتنا وبرامجنا المستقبلية.
يعد هذا الاستطلاع خطوة محورية في رسم خريطة طريق لتعزيز العدالة المجتمعية في القدس. حيث يُقدِّم فهماً عميقاً لاتجاهات المواطنين، ويُؤسس لتبنّي نماذج مستدامة وفعَّالة قائمة على الوساطة والتحكيم، تُسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكاً وقدرةً على مواجهة التحديات في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها المدينة المقدسة.